أهلي أونلاين

أيمن حسين يكتب: الانتصار للأخلاق الرياضية

-
ظن البعض أن الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة السوبر المصري في الإمارات انتهت بنهاية البث؛ وأن العقاب سينزل بالمخطئين من الطرفين لا يفرق بين الألوان، ولا يتحرك وفق الضغائن، ولا يتخذ حسب الأهواء؛ لكن المصريون فوجئوا بسقطة مرتبطة بالعدالة والنزاهة والأخلاق، بطلها هو اتحاد كرة القدم المصري.

المسؤولون أعلنوا قرارات العقاب، ورأت أن صاحب "الفعل الفاضح" المنتمي للزمالك وصديق رئيس اتحاد الكرة نال أقصى عقوبة بالإيقاف 8 مباريات، بينما محمود كهربا لاعب الأهلي وأحد اللاعبين الذين شملهم الاشتباك بين الفريقين تم إيقافه لنهاية الموسم بإدعاء أن الكاميرات رصدته وأنه سبب انطلاق شرارة الأحداث.

الحقيقة الواضحة والتي رأها الجميع عبر الشاشات أن من تسبب في إشعال الأزمة هو لاعب "دكة" الزمالك الذي توجه لجماهير الأهلي لإثارتها عقب إحرازه ركلة الترجيح الأخيرة، فأثارها، وهاجمته وقذفته بزجاجات المياه، وأن ما تلى ذلك هو حالة انفلات من لاعبي الفريقين وأن جميع من كانوا من كانوا في الملعب أو أمام الشاشات شاهدا اللاعب "قبيح الخُلق" وهو يقوم بتصرفات مشينة وخادشة للحياء.

ما أثار الرأي العام هو العقوبات المعلن عنها، فجميع من تم إيقافهم لنهاية الموسم لا يستحقون هذه العقوبة المغلظة، بينما من يستحق العقاب الشديد نال الايقاف 8 مباريات، ومن كان سببا في إشعال الأزمة سواء قبل المباراة أو بعدها أوقفته لجنة الانضباط ثلاثة مباريات فقط.

ربما تكون الكاميرات الخاصة باتحاد الكرة يكون المتحكم فيها "جنايني" يجيد الحرث والعزق والحزق، ولا يعلم فنون التصوير، فرصد عنف كهربا في الاشتباكات ولم يرصد عنف طارق حامد وحازم إمام وأوباما، والعين التي حدقت في شرارة كهربا دون شرارة "الدكة"، تبدو وكأنها تقوم بتصفية حسابات مع لاعب الأهلي الجديد.

وإحقاقا للحق، كان هناك لاعبون بدرجة عالية من العقل وتدخلوا لفض الاشتباكات مثل أحمد فتحي وحسام عاشور ووليد سليمان وجنش ومحمد عواد وفرجاني ساسي ومحمود علاء، بجانب مجموعة أخرى سواء لاعبين أو إداريين نأوا عن الدخول في الاشتباكات حتى لو بـ"التحجيز والتخليص".

المثير أيضاً أن اللاعب الذي خدش حياء جميع المصريين، ذهب إلى جماهير فريقه عقب فعلته لإثارتهم ليكيلون السباب للنادي الأهلي، وفي الممر عانقه رئيس اتحاد الكرة بحرارة، ثم أصدر عقوباته وقال أنه راعى الحالة النفسية للاعب بسبب تعرضه للسباب من جماهير الأهلي، وكأن كهربا قابلته جماهير الزمالك بالأهازيج.

في رأيي أن كل اللاعبين والإداريين المتورطين في الأحداث يستحقون العقوبات بدرجات متفاوتة وعادلة على الجميع، فيما عدا لاعب واحد فقط وهو صاحب الواقعة غير الأخلاقية، لأن ما فعلوه جميعا يندرج تحت بند العنف أو الشغب في الملاعب؛ لكن هذا اللاعب كان بذىء السلوك، وتعرض لنا جميعا سواء أهلاوية أو زملكاوية، فانتهك ثقافتنا، وخدش حياءنا، وجرح مشاعرنا، وأذى عفتنا، وهو ما يستوجب الشطب النهائي ومنعه من الظهور الإعلامي أو التمثيل الرياضي، فالرياضة أخلاق قبل أن تكون هواية أو مهنة أو صناعة.

ما دفعني للكتابة الغيرة على الأخلاق، وألوم بعض الزملكاوية لتقديم مبررات له على مدار السنين الماضية في كل خروج عن السلوك الرياضي، بداعي سب الجماهير له، والانتماء وغير ذلك، فكانت إحدى مبرراته للتمادي في سقطات السب واللعن.. حازم إمام أسطورة زملكاوية تحبها جماهير الأهلي وتقدرها، ومن قبله والده، وحسن شحاتة، والمرحوم طه بصري، وعدد كبير من أساطير الزمالك المخلصين، ومن غير المقبول منهم وضعه في هذا القالب مع النجوم الذين نحبهم ونقدرهم، بل جميعنا مدعو للانتصار للأخلاق في ظل انتماءاتنا لأنديتنا، وتعصبنا المقبول لها، وتشجيعنا للاعبينا، والدعوة لأن يتولي إدارة كرة القدم ذو عدل بين الجميع.