الصفر العربي وارهاصات الصفر الافريقي
بعد ان كنا الرواد ..اصبحنا ذيل البلاد.
صفر عربي مخز ، وسقوط رياضي مفزع لنا الجماهير ، وليس لمن هم أولي امر الرياضة والقائمين عليها ، بل لم يرف لهم رمش ولم يوجعهم قلب بل ناموا ملء جفونهم ، فقد أمنوا العقوبة فتمادوا في فسادهم .
الصفر العربي كنا قد راينا مقدمته في الصفر المونديالي عندما تقدمنا لتنظيم كاس العالم، وما هو الا إرهاصا لصفر إفريقي يلوح في الأفق القريب .
يحتار القلم والفكر عندما تريد ان تضع يدك على المرض لتشخيصه لتجد له الدواء ، إن الأمر جد خطير فالرياضة المصرية ، وكرة القدم عنوانها تنحدر بسرعة الضوء إلى أسفل سافلين .
تدار الامور في الرياضة بالفهلوة والواسطة والمصلحة والتوريث.
هل نضبت مصر من المواهب الكروية ، هل مايزيد على المائة مليون ليس فيهم ٥٠ موهبة تلعب كرة القدم ؟ بلى والله فقد رأينا جميعا في كل وسائل التواصل المواهب في مراكز الشباب وفي كل ملاعب الكرة المنتشرة في ربوع الوطن ، فقد أصبح التصوير سهلا متاحا والنشر على كل المواقع يسيرا بضغطة زر بسيطة ، فأين الكشافون واين عيون الخبراء من هؤلاء.
فليس الداء في فقر المواهب وصعوبة الوصول إليها فمصر دائما ولادة كانت وستظل تمد العالم بالعباقرة والموهوبين في كل المجالات .
ما الأمر إذن ؟
أعتقد أنه في تولي اناس ليسوا موهلين ولا دارسين مقاليد الأمور ، وامر وسد لغير أهله لا طائل منه إلا صفر كبير بل مادون الصفر .
الصفر العربي كنا جميعا نراه قبل البطولة الا أصحاب القرار ، والصفر الإفريقي قادم لا محالة ، فلا نحن نسير بنهج علمي ولا تخطيط مسبق ، بل الأمر بالبركة والفهلوة وهذا قلما يحقق انجازا ، وإن حقق فهو صدفة محضة ، وتوفيق من الله عزوجل ، ودعاء ملايين الشعب المكافحين الذين لا يجدون منفسا لأعبائهم وحمولهم إلا كرة القدم ، واحقاقا للحق لا يجدون هذا إلا مع الأهلي والأهلي فقط.
هل نضبت المواهب الإدارية في مصر ؟
كلا ومليون كلا ، فطمس هذه المواهب لصالح اناس بعينهم هو الداء بعينه وهو السوس الذي ينخر في عظام هذه المنظومة التى إن تركناها على هذا المنوال فستتردى أكثر وأكثر ، ومع كل الاسف والألم لا ارى إلا اننا نكمل التردى إلى الهاوية .
وليس لها من دون الله كاشفة .
الداء بيًن والكل يعرفه والكل يراه ، والدواء معروف وسهل المنال ، لكنه داء عضال ومرض لا يرجى برؤه طالما ظل اهل الذكر وأهل الدراسة وأهل الخبرة مستبعدين ومنبوذين .
