السبت 20 سبتمبر 2025 05:45 مـ 27 ربيع أول 1447 هـ
أهلي أونلاين
Embedded Image
×

الدكتورة هبة إسماعيل تكتب: سرقة الأسورة الأثرية …. حادثة أمّ جرس إنذار ؟

السبت 20 سبتمبر 2025 03:32 مـ 27 ربيع أول 1447 هـ
الدكتورة هبة إسماعيل تكتب:  سرقة الأسورة الأثرية  …. حادثة أمّ جرس إنذار ؟

سرقة سوار أثري ليست مجرد حادثة… بل مؤشر خطير على خلل أعمق في منظومة الإدارة والموارد البشرية.
لم تكن سرقة قطعة أثرية من المتحف المصري الكبير مجرد " حادث فردي" عابر أو خطأ موظف يمكن معالجته بلائحة الجزاءات ،بل هو أخطر من السرقة نفسها: عطب هيكلي عميق في البناء الإداري، واختلال جسيم في مفهوم المسؤولية والرقابة والكوادر.
. عندما نفتقد الكفاءة في اختيار القيادات، لقد أصبحنا نري من يتولون المناصب القيادية احيانا ليسوا الأكفأ ، بل الأكثر ولاءً أو الأقل إزعاجاً
و عندما نتغاضى عن تطوير الهيكل البشري، تكون النتيجة منظومة تدار بالضعف، لا بالقوة.
التكنولوجيا مهمة، لكن من يديرها ويستخدمها هو المورد البشري… فهل نمنح هذا المورد ما يستحق؟
حين يفتقد المدير الكفاءة، يختار الأضعف ليضمن السيطرة،
و هكذا يطغي الضعف علي الهيكل ، و تختنق المواهب ، و يهمش الكفاءات، و يطفأ كل بريق ممكن للتطوير .
الاهتمام باختيار المتميزين على رأس الهيكل، وتطوير باقي الأفراد، هو طريق التنمية الحقيقية.
إعادة تأهيل الشخصية المصرية لم تعدّ رفاهية، بل ضرورة أمن قومي .
ما حدث في المتحف ليس حادثة فردية… بل ناقوس خطر.
و مرآة لثقافة إدارية يجب نسفها و إعادة بنائها .
فإذا لم نُرمم هذا الخلل، لا تتوقع الأفضل… ولا تندهش من التكرار.
بل المؤلم حقًا، أن بعض المحلات تؤمن علي بضائعها أكثر من تأميننا على تاريخ أمة.
و السؤال الجاد الآن :
هل سنتعامل مع هذه السرقة كحادث فردي؟ أم كتحذير نهائي لمنظومة كاملة؟
فإن لم نتحرك بجدية، فلن تكون الأخيرة… وحينها، لا يحق لنا أن نندهش أو نغضب.