أهلي أونلاين

أيمن حسين يكتب:التشجيع على دماء الإنسانية

الكاتب الصحفي أيمن حسين
الكاتب الصحفي أيمن حسين

لا يكاد الأهلي يلعب مباراة مع أي فريق عربي إلا ويشحذ المتعصبون من جماهير الزمالك الهمم، ويعصفون أفكارهم وأذهانهم لإشعال فتنة بين جماهير فريق الأهلي وجماهير منافسه، فما بين الإفتراءات والأكاذيب والتزوير وترويج الشائعات تتآلف قلوبهم بعد نموها على الحقد والضغينة على كل ما هو أحمر.

من حقهم أن يشجعوا أي فريق يشاءون سواء كان منافسًا للأهلي أم لا، ولهم مطلق الحرية في ارتداء قمصان فرق إفريقيا توالياً، حتى تجد غرفهم معرض أزياء لكافة فرق كرة القدم الإفريقية، وليس لأحد سلطان عليهم لأن يجبرهم على مساندة أو تشجيع الأهلي محلياً أو قارياً أو عالمياً، فهم لن يضيفوا له ولتاريخه؛ لكن ليس لهم الحق في اكتساب تأشيرة التلاعب بدماء المصريين، أو ترديد أكاذيب سوداء وشعارات مهترئة بين الجماهير العربية، فقط من أجل إخفاق للأهلي، حتى لو كان على حساب الأرواح.

السنوات الماضية أفرزت حفنة من عديمي الإنسانية الذين يزرعون الفتن، فتارة يزوِّرون وثائق ومستندات لإثارة الجماهير التونسية، وتارة أخرى يساهمون في تدبير المكائد للأهلي وجماهيره في الملاعب العربية، وتارة "يفتكسون" أحاديث وهمية، ربما يفعلون هذا انتقاماً لإخفاق محلي أو قاري في مواجهة الأهلي، أو ربما يرونها وسيلة يعرجون بها إلى النجاح.

الخطاب الإعلامي الأبيض انحدر إلى أدنى مستوياته في السنوات الماضية، وسيقت هذه الجماهير خلفه، فتصدر المشهد ضعاف النفوس الذين تواروا خلف حبهم لكيان الزمالك، وسلكوا درب الانحرف الإنساني عندما خاضوا في الذمم والأعراض، واستباحوا دماء جماهير المنافس فقط من أجل الاستمتاع بإخفاق منافسهم (الأهلي).

إن شرارة التعصب تتزايد في الأوساط الجماهيرية، وسيقابل الانحراف الأبيض انحراف مماثل من جماهير الأهلي، مما ينبىء بكارثة تشق النسيج الاجتماعي لمصر، ما يستوجب الدولة أن تتدخل وتحاول ضبط الأداء الإعلامي خاصة للمحسوبين على الزمالك في القناة التي تدعمها الدولة، ووجوب إقصائهم وتقديم بدائل زملكاوية متزنة ومحترمة تدافع عن ناديها وتتحدث عن تاريخه، وتكرس وقتها لزرع الانتماء والحب في نفوس النشء الصغير.

إن كان الأهلي قد أفلت من الفخ في السودان ومن قبله في تونس، فإن مؤشر العنف يتزايد بسبب المنابر الإعلامية، وبات لزامًا على الدولة أن تتدخل لدحر التعصب الدامي، وإعادة الهدوء إلى المشهد الكروي، قبل أن تتناحر الجماهير في الشوارع من أجل الخلاف على لعبة في إحدى المباريات.

بالتأكيد الحديث ليس على كل جماهير الزمالك، بل المقصود من يساقون زمراً خلف دعوات التعصب حتى يجدوا أنفسهم يسبحون في بحر الإرهاب؛ ويتطاير حولهم رذاذ الدم، فهل تتدخل الدولة؟

[email protected]

ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly ahly